يرصد كمال طبيخة في مطلع التقرير مشهد الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية المصرية، حيث يتجه المواطنون إلى صناديق الاقتراع في 13 محافظة وسط إجراءات أمنية مشددة بعد شكاوى واسعة رقبت الجولة الأولى بشأن تجاوزات ومخالفات.

 

وتشير ذا ناشيونال  إلى أن التصويت يستمر ليومين داخل 73 دائرة انتخابية يتنافس فيها 1316 مرشحاً على 141 مقعداً فردياً، بينما تخوض قائمة واحدة بلا منافس السباق على 142 مقعداً بنظام القوائم، وهي "القائمة الوطنية من أجل مصر".

 

خريطة التصويت وموازين المشاركة

 

يشمل نطاق الجولة الثانية محافظات القاهرة والقليوبية والدقهلية والمنوفية والغربية وكفر الشيخ والشرقية ودمياط وبورسعيد والإسماعيلية والسويس وشمال سيناء وجنوب سيناء. تستحوذ القاهرة على أكبر كثافة انتخابية بواقع 19 دائرة وقرابة 8.6 مليون ناخب مسجل. يحق لنحو 34.6 مليون مواطن الإدلاء بأصواتهم في هذه المرحلة، بينما يتولى الإشراف القضائي أكثر من 9200 قاضٍ من هيئتي النيابة الإدارية وقضايا الدولة.

 

شارك المصريون في الخارج مسبقاً خلال يومي 21 و22 نوفمبر، وسط توقعات واسعة بإنتاج برلمان جديد يحافظ على ولائه لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، في استمرار لنمط سياسي يطغى عليه الاستقرار السلطوي على حساب المنافسة الحقيقية.

 

مراقبة أمنية وإجراءات تنظيمية

 

تشدد وزارة الداخلية بالتعاون مع السلطات المحلية الرقابة الأمنية حول لجان الاقتراع، وتنشر دوريات إضافية عقب اتهامات بشراء أصوات وتجاوزات مرتبطة بصناديق الاقتراع خلال المرحلة الأولى. جهزت المحافظات غرف عمليات تعمل على مدار الساعة وترتبط بالشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة، بهدف التنسيق مع غرفة القيادة المركزية في مجلس الوزراء.

 

صرّحت وزيرة التنمية المحلية منال عوض ميخائيل بأن فرق تفتيش زارت المدارس التي تستضيف مقار التصويت للتحقق من جاهزيتها وتطبيق إجراءات السلامة. شملت الاستعدادات تحسين الإضاءة والتهوية وتوفير مصادر كهرباء احتياطية، إلى جانب تهيئة أماكن انتظار مظللة وكراسٍ متحركة لخدمة كبار السن وذوي الإعاقة.

 

إلغاء نتائج وعودة التصويت

 

شهدت المرحلة السابقة قرارات لافتة أبطلت نتائج 19 دائرة انتخابية في سبع محافظات هي الجيزة والفيوم وأسيوط وسوهاج وقنا والإسكندرية والبحيرة، على خلفية ما وُصف بوجود عيوب جوهرية في نزاهة عملية الفرز. شكّلت هذه الدوائر نحو 26% من إجمالي دوائر الجولة الأولى، في مؤشر على حجم الاضطراب الذي شاب العملية الانتخابية.

 

جاء القرار بعد ادعاء السيسي بتولي حكومته لمراجعة شاملة لكل التجاوزات والانتهاكات المبلغ عنها، مع التشديد على ضمان نتائج تعكس الإرادة الحقيقية للناخبين. تقرر إعادة التصويت في هذه الدوائر خارج مصر يومي 1 و2 ديسمبر وداخل البلاد يومي 3 و4 من الشهر نفسه، على أن تعلن النتائج في 11 ديسمبر، يليها جولات إعادة محتملة في تواريخ لاحقة تنتهي بإعلان النتائج النهائية مطلع يناير.

 

أدلّى السيسي بصوته في حي مصر الجديدة بالقاهرة، بينما شارك عدد من الوزراء وكبار المسؤولين في التصويت داخل دوائرهم الانتخابية، في رسالة رمزية تؤكد سعي السلطة لإظهار مشهد انتخابي منضبط ومنظم.

 

يفترض أن ينعقد مجلس النواب الجديد المكوّن من 596 مقعداً قبل انتهاء ولاية البرلمان الحالي في يناير، وفق ما ينص عليه الدستور، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى طبيعة التوازنات التي سيفرزها هذا المشهد، بين الاستقرار السياسي المعلن ومطالب الإصلاح والمساءلة التي تزداد حضوراً داخل الشارع المصري.

 

https://www.thenationalnews.com/news/mena/2025/11/24/heightened-security-as-egypt-votes-in-second-round-of-election/